هي قصة درامية منشورة على موقع حكاية، تلوح بملامح الرعب ولكنها ليست برعب، بل على عكس ذلك، رغم ما بها من تحفز واشتعال للفضول بها أيضا بعض اللمحات الكوميدية خاصة في نهاية القصة، بإمكاننا أن نضع اختصاراً لتلك القصة في جملة واحدة وهي:

(لا تسير دائماً وراء فضولك..فقد يشبع فضولك من خلال درسٍ قاسٍ لا تنساه طوال حياتك).

دعني أحكِ لك قصة كوميدية تذكرتها بعدما قرأت تلك القصة (قصة خليفة شيرلوك هولمز)، ولأنني لا أود أن أحرق القصة عليك وأريد أن تقرأها بأكبر متعة ممكنة لن أخبرك مكمن تشابه القصة الكوميدية تلك بقصة خليفة شيرلوك هولمز، تقول القصة:

مر أحدهم من أمام مبنى ضخم من وراءه صوت جماعي يقول في صوت واحد بأعلى قوة (تسعة..تسعة.. تسعة.. تسعة) فأثير فضول هذا الشخص نحو الصوت القادم من المبنى، قرأ لافتة معلقة أعلى المبنى مكتوب عليها (مستشفى الأمراض العقلية) ولكن رغم ذلك كان الفضول ينهش تلافيف عقله ويود ان يعرف ما سر ذكر اولئك الناس بالداخل للرقم تسعة بهذا الشكل، اقترب من المبنى فوجد ثقباً صغيرً في الجدار، فعزم أن يذهب ليرى من بالداخل عله يعرف ما يجري، اقترب ومع اقترابه كان يسمع الأصوات تزداد وهي تردد (تسعة ..تسعة .. تسعة) اقترب ووضع عينه في الثقب، فسرعان ما طرفها أحدهم بقوة من الداخل من خلال عصا، فابتعد واقعاً على الأرض وهو يمسك بعينه التي طرقت بشدة، ومع وقوعه على الأرض تحولت الأصوات التي بالداخل وأخذت تردد (عشرة..عشرة..عشرة..عشرة)!

لقد كانوا يعدون الأشخاص الذين نظروا من خلال الثقب وجروا خلف الفضول، كانوا تسعة وعندما نظر عليهم هذا الشخص أصبحوا عشرة!

وهذا ما تناقشه قصة (خليفة شيرلوك هولمز) المنشورة على موقع حكاية التي كتبتها ريم يحيى بلغة سليمة وحبكة جيدة من خلال بطل القصة الأستاذ حامد ذلك الموظف الذي تقاعد بعد عمر طويل قضاه في وظيفته، وعندما تقاعد تذكر موهبته في الكتابة التي لم يجد وقتا لها طوال حياته كموظف، يحدث للسيد حامد موقفاً بينما هو في حديقة ما، حيث يرى فتاة صغيرة جميلة تنظر إليه ثم تولي هاربة، فيعجب لذلك، وفي اليوم التالي يتكرر الأمر، حيث يذهب حامد إلى نفس الحديقة التي كان بها بالأمس ويجلس في نفس المكان فيرى نفس الفتاة التي حين رأته ولت هاربة مرة أخرى، وبالرغم من انه لاحقها ونادى عليها إلا أنها لم ترد عليه ولم تسعفه قوته كذلك لمواصلة اللحاق بها..ماذا يا ترى وراء تلك الفتاة؟ لماذا هربت حين رأته؟ وماذا فعل السيد حامد مع تلك الفتاة حتى يعرف قصتها؟ هذا ما ستعرفه في القصة ذات الصفحات القليلة فأنا أدعوك لمطالعتها على موقع حكاية.

الذي تعلمته من تلك القصة:

-الفضول ليس دائماً شيئاً جيداً، بل قد يقود المرء إلى المهالك، فلا تعيش دور شيرلوك هولمز فقد تخسر الكثير.

--النظرة المسالمة لما يدور حولنا من أحداث قد تؤدي إلى وقوعنا في مشكلات لم نحسب لها حساباً.

--الرضا هو سر السعادة في الحياة، لا حياة بلا رضا، فهو نكهتها الحقيقية، وكما قال الدكتور أحمد خالد توفيق : (نحن لا نحصل على أشياء كاملة ولكن نحصل على أشياء ناقصة تكتمل حين نرضى بها).

-الموهبة نعمة من الله، لا يجب أن نضيعها مهما كانت المبررات والعوائق، لا بد أن تستغل بشكل أمثل وتنمى باستمرار وهذا أقل شكر لهذه النعمة، فالموهبة يعطيها الله لقلة قليلة من الناس.

-وأخيراً فإن الوحدة أسوأ شئ قد يتعرض له الإنسان، لا سيما بعدما يكبر سنه، ويبقى على قيد الحياة بلا ابن او بنت او صديق..وهل تسمى تلك الحياة التي على تلك الشاكلة حياة؟! انها عذاب بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

قصة خليفة شيرلوك هولمز – لا تطيع فضولك