الفصل الرابع الجزء (٥): ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السكون الرهيب الذي أعقب العاصفة كان مخيفا. وجدت سولار نفسها وحيدة بين الأحجار الضخمة المتشابهة، ملقاة وسط حقل من الأشواك، الرعب والخوف يملئان قلبها مما حدث. " حتى الطبيعة ضدنا! ". قالت بصوت محطم. نهضت سولار وهي تمسك بالخريطة وتحاول بصعوبة البحث عن أي إشارة على الورق البالي. خطواتها بطيئة ومترنحة، عيناها تتجولان بحيرة وتوجس. وفجأة، شعرت بالأرض تنفتح تحت قدمها في دوامة رملية تبتلع ساقها ببطء مرعب، " لا! ". صرخت سولار في هلع محاولة الإمساك بأي شيء لإنقاذ نفسها. لكن الدوامة تمادت في إبتلاعها حتى غطت نصف جسدها. رفعت سولار رأسها وحدقت بأشعة الشمس التي كادت تختفي خلف السحب الرملية المتطايرة، لتخفت كأنها في وداع أخير." هل هذه نهايتي؟ ". تساؤلت سولار بصوت مكتوم. رفعت الخريطة المبللة عاليا، قبل أن تختفي بالكامل في ثنايا الدوامة. غرقت سولار ببطء، وفي لحظة إستسلامها، أحست بقبضة يد تمسك بيدها وتسحبها بجهد، خرجت سولار وفتحت عينيها المغبرتين، لترى يوبا وهو يحاول سحبها بكل جهده من هذه المأساة الرملية." يوبا؟، هذا أنت حقا ". همست سولار بصوت متأمل. أنعشت هذه المعجزة سولار وأعادتها إلى الحياة بعد أن ظنت أنها نهايتها. و في مكان بعيد من متاهة فاريش. كان نوح قد أفاق من غيبوبته ببطء، فتح عينيه وهو يمسك رأسه." هذا مؤلم! ". همس نوح وهو يتفحص محيطه المجهول." أين أنا؟ ". نادى بأعلى صوته مستغيثا بأصدقائه دون أن يصل أي رد. كان وحيدا بين الصخور المتشابكة في قلب المتاهة الرهيبة. شعر بقشعريرة في ظهره عندما سمع ضحكات غريبة ومرعبة تتردد من بعيد، كضحكات المهرجين." ماهذا هل أنا في السيرك؟ ". تساؤل نوح مرتبكا وقلبه ينبض بشدة، الجو أصبح مخيفا، تتطاير أعمدة من الرمال تحجب الرؤية، يحاول نوح التقدم وهو يحمي عينيه، هناك لمح شخصا خلال الرمال المتطايرة." هل هو أحد أصدقائي؟ "
تساءل نوح قبل أن يختفي الشبح تماما، إرتعب نوح وبدأ يتراجع خائفا. " لعله من الجن، علي الذهاب من هنا، سيبحث عني رفاقي وسيجدونني حتما ". لكن فجأة، شيء حاد مر من خده بسرعة هائلة، تبعه دفق من الدماء." ماكان هذا؟ ". صرخ نوح بفزع ممسكا بخده. وبينما كان يحاول تقييم ما حدث، شعر بوجود ما يقف خلفه، تحول ببطء مملوء بالرعب ليواجه ماينتظره، وهناك في السماء، كيان غريب له أرجل وأذرع عجيبة، يحوم فوقه و يرتدي قناعا ضاحكا وقبعة دائرية." أهلا بك يا فتى ". قال بصوت مرعب." أهلا بك في أرض كوروما ". نوح إرتعد من الخوف وصرخ:" من أنت؟ ". أمسك الكائن بقبعته وأجاب بصوت جليدي:" أنا كوروما، وقد حان وقت اللعب! ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يتبع........