« القصة الأولى »
..
الناجية المتخفية..
.
..
.
..
اعدموهم
لا تبقوا أحداً منهم
مجرمين
....
تستحقون الموت
الموت لكم
كنتُ استمع لتلك الصراخات لتلك الكلمات الجارحة القاسية من حولي وانظر إليهم و قد تم تقيدهم جميعا..
لم تكن علامات الخوف والفزع بادية عليهم أبداً
كانوا في ثبات عجيب دون ذرة ندم و كأنهم يعلمون أنهم على حق ولا ضير من قتلهم ما دموا متمسكين بما اعتادوا عليه
كنت أنا الحزينة الشريدة الوحيدة هناك
حاولت كتم تلك الدمعات بكل ما أوتيت من قوة كيما يراها أحد فيعرفني و يشك بي
اصطرعت مكاني دون أن أنبس بحرف و استمرت نظرة الشفقة تلك
أجل كنت أنظر اليهم نظرة شفقة
ما الذي جنيتموه الان بعد كل هذا
كان من الافضل أن تبقوا على حالكم ان ترضوا بواقعكم أنكم لا أصل ولا مكان ولا قيمة لكم في هذا البلد ( منبوذون) أن تبتعدوا عن أعمال الشغب التي مارستموها فالبلاد و قتلتم على اثرها الكثير
كان عليكم التوقف عن الفساد في الارض بالخطف والقتل و السرقة والنهب
ما كنا لنأخذ حقنا على آية حال
ولكن أفراد قبيلتي يستحقون هذا يستحقون الاعدام
لابد من التخلص منهم
كنت ادافع سابقا عنهم
ثم عن صغارهم ولكن لا نفع
لقد تجسدت تلك الغرائز الشيطانية في قلوبهم وصدورهم
لابد من ابادتهم جميعا كي لا تنتشر شرورهم
اجل هذا ما وصلت اليه بعد اخر مرة تحاورت فيها مع ابي ليتوقفوا عن افعالهم تلك ولكنه نهرني و استمر بضربي بقدمه على جسدي الصغير قائلا
صغيرة وضيعة متى أصبحتِ ترددين هذه الكلمات
ان كنت في صفهم فغادري من هنا
لا صلة تربطنا بك
هربت من منزلي ليلة ذاك ثم عدت لرؤيتهم ثانية وقد قبض فيها على أفراد قبيلتي جميعا سمعت ذلك في الاخبار
وها أنا أراهم أمامي
هم لا يشعرون بأي ذنب يمكنك ان تعلم بذلك لمجرد النظر في وجوههم، اشعر لوهلة بأنهم قد انتصروا.. كيف؟ لا أدري..
ولكن ماذا عني؟
إنني احترق بداخلي من كل ما يحدث، من هذا الضجيج
من هتافاات وصيحات الشعب التي تعبر عن حقدهم وكرههم الشديد لهم
يج... يجب ان أهرب ..
.............
لقد ظللت أجري بعدها دون أن أقرر لأي وجهة مقصدي
واصلت الجريء حتى تعثرت بصخرة فسقطت ارضا على وجهي
رفعت رأسي ببطء ثم بدأت عيناي تذرفان
بدأت انتحب حتى زاد النحيب ثم رفعت جسدي اكثر لأجلس
هناك.. شيء ما قد كسر بداخلي
لم يكن هنالك احد ليواسيني ليرى حالتي او يتعجب من بكاء طفلة على قارعة الطريق
الجميع قد توافد على تلك المجزرة التي سيرتكبونها في حق أفراد قبيلتي
كانوا يخططون لذلك منذ فترة
يمكسون الواحد تلو الاخر ولا يقومون بقتلهم حتى يتسنى لهم الامساك بهم جميعا و قتلهم مرة واحدة
تلك كانت خطتهم منذ سنوات و اليوم قد نجحوا..
لما اذكر كل هذا..
لا اريد التعاطف معاهم يجب ان يتخلصوا منهم
انهم عار على مجتمعنا هذا
اذا لماذا أبكي في هذه اللحظة
هذا ما قلته لنفسي ذلك اليوم
ااااااه
انا متعبة حقا من تلك الذكرى
بعد كل ما حصل الآن الآن قد فهمت لما كان أفراد قبيلتي يواصلون ذلك لأنه المجتمع بل هذه البلاد بكل ما فيها قد نبذهم ولم يعطيهم حقهم ..
ولكن ذلك ليس مصوغاً لممارسة تلك الجرائم
لقد قررت بعد تلك المجزرة أن اكمل حياتي لقد هربت من مصيري الذي كاد أن يكون كمصير اهلي في السابق ونجوت
ولا يدري بحقيقة قصتي هذه سواي
كم هذا مؤسف ان تخبأ كل شيء
تخبأ حقيقتك ماضيك عن الجميع كي لا تعدم
ورغم ذاك لا زلت اشعر بالخواء بداخلي
رغم انني قد اصررت على مواصلة الطريق
رغم قرب البعض مني وملاطفتهم لي و مناداتهم لي بصديقتي إلا إنني لا اعتبرهم كذلك لشعوري بزيف مشاعرههم اتجاهي ولربما لأنني حملت بعضا من الكره الذي عاث في قلب قبيلتب اتجاه الجميع هنا
ولكنني اعرف تماما رغم كل هذا انتي امتلك واحدة هي الاخرى لا تدري عن وضعي هذا
عن حقيقتي هذه
يبدو انني...
اقتربت من الجرف الذي كانت تسير بإتجاهه
نظرت لتلك المرأة التي وقفت امام الجرف ترفع يديها على جنبيها ( كطير حر) مغمضة عينيها وهي تبتسم
كيف يمكنها فعل ذلك
نظرت للجرف ثانية تقدمت خطوتين
فجأة وإذا بأحدهم يسحب كلتا يديها للخلف لتسقط معه في الارض
ويحتضنها من الخلف بقوة مع صوت بكاء
.
.
.
غبية ما الذي تحاولين فعله _
كان صوت بكاها طاغيا لم أستطع تميز صوتها جيدا ولكنني ميزتها من نبرة بكاها تلك
هينا
صديقتي التي لا زالت حتى اليوم تحاول لتعرف القصة وراء شحوبي وهدوئي الذي لا يطاق..
-
ما الذي كنت ستفعلينه هل فكرتِ بالإنتحار
للتو غ... بية
ان.. تحار... هل..
.
.
فلاش باك..
.
.
(هينا)
دخلت لشقتها بعد أن طرقتها مطولا ولم يجبني احد
ضغطت على مقبض الباب تفاجأت بأنها لم توصده كعادتها وإن كانت في شقتها فهي تقوم بقفلها ما الذي حصل الان؟
سيليا سأدخل
لم تكن تحب ان يدخل لشقتها احد دون ان تفتح له الباب بمفردها او تسمح بدخوله وان كان اقرب الناس اليها
دخلت و لم أعثر عليها بحثت هنا وهناك حتى عثرت على مجموعة اوراق وضعتها في طاولة الطعام الخاصة بها
ما هذا
أمسكت بالاولى و كانت قد كتبت فيها
أنا متعبة يجب ان اتحرر من كل هذا
امسكت بالاخرى
بداخلي الكثير مما لا يقال ولا يحكى لذا علي طوي صفحتي هذه وطمثها للأبد حتى لا يتسني للاخرين معرفتها و نبشها مجددا..
و في الورقة الاخيرة كانت قد كتبت
يبدو بأنني سأفعلها اليوم
وفي نهاية الورقة كتبت اسمها سيليا....
لقد انصدمت من تلك القبيلة التي قرنتها بإسمها ما علاقة سيليا بها؟
ولكن تركيزي لم يكن على تلك القبيلة بقدر تركيزي على كلماتها
لقد فكرت ووصلت لشيء واحد
سيليا تحاول الإنتحار ..!
.
.
"عودة للحاضر"
لقد هرعت إلى هنا بعد ذلك كنت أعلم أن هذا مكانك المفضل
لما تودين التخلص من كل شيء
لما ترغبين بترك كل شيء وراك
هل تهربين من واقعك يا سيليا رو..
( انتبهت على نفسي فتوقفت قبيل أن انطق قبيلتها ثم أكملت)
تعلمين إن هذا ليس حلا-
من قال انني افكر بالانتحار هنا-
هاه.. ولكن ما كتبته هناك يوحي بهذا لا تحاولي أن تخبأي ذلك، لست غبية لتنطلي كذبتك هذه علي
ألم تفكري بي حتى
هينا رجاء توقفي عن هذه التمثيلية لا رغبة لي بسماع صراخك الان
-ماذا؟!
"وضعت يدي على اذني.. "
لا اريد ان يأنبني أحد -
لقد اتيت الي هنا لاتحرر من كل شيء بداخلي
وابدأ صفحة جديدة قلت انني سأفعلها اي لأتغير واسمح لكل ما بداخلي بالرحيل وبغير رجعة وحسب
سيليا-
ما كان علي كتابة ذلك-
كلا أنا من أقتحمت شقتك بغير اذن منك-
اا.. مع.. معك حق ما كان عليك فعل ذلك
(هينا:)
ابتعدت عني ثم استقامت،
سيليا ما علاقتك بقبيلة رو.. ز... و.. -
لقد قرأت ذلك إذا ، كل ما في الامر إنها قبيلتي
قبيلتك كي... انت تمزحين صحيح -
ولما أمزح في موضوع كهذا، ما الدافع الذي يجعلني أربط قبيلة عرفت بجرائمها باسمي..
ساد صمت ثم أردفت
أردت ان اتقبلها وحسب ولا أرفض ذلك لأبدأ صفحتي الجديدة دون خداع و تزييف لحقيقتي.
لا يمكن... ني تص.. ديق ذلك قبي.. لتك-
أجل هينا تلك المجزرة كانت لافراد قبيلتي
نظرت اليها ثم ابتسمت
وأنا الناجية الوحيدة ،
الناجية المتخفية.. 🌼
تمت...
#روح_مسافرة
الغلاف من تصميمي .. ❤️🙂✋
. القبيلة ما ذكرتها لكم وانما بعض الاحرف منها فقط ولايتعلق بقصةحقيقةا و ما شابه عنها هي محظ قصة فقط..
a1life12
الكاتبقبل سنتين
تسلم /ي @Fa1rytale شكراََ لسؤالك، سيليا هي ابنة القبيلة اللي تم ابادتها، و هينا صديقتها شافت الرسالة اللي كانت كاتبتها سيليا وقت دخلت شقتها( شقة سيليا) و كانت حاطة بآخر الرسالة اسمها مع القبيلة، وهينا استغربت وشكت فقط بس ما كانت تعرف سابقاََ انها من أبناء هالقبيلة ..