وادي الجن

July 2024
قصة رعب
قصة مأساوية
وادي الجن
80
4
4

وصف القصة

وادي الجن شابٌّ يكتشفُ أسرارَ السحرِ في وادي الجنّ، لكنّهُ يواجهُ خوفَ أهالي القريةِ وغضبَ شيخها

حول الكاتب

ياسمين

رواية رعب: وادي الجن 
في أعماقِ جبالِ جازانَ، حيثُ تُلامسُ السحبُ قممَها، وتُغزّلُ الرياحُ أغانيها بينَ شُجَرِها، تقعُ قريةٌ صغيرةٌ تُدعى "وادي الجن". يُحكى أنّ هذهِ القريةَ مسكونةٌ بالجنّ منذُ القدمِ، وأنّهم يتجوّلُونَ في شوارعِها وأزقّتها، ويُصدرونَ أصواتًا غريبةً تُثيرُ الرعبَ في قلوبِ سكّانها.
كانَ من بينِ سكّانِ هذهِ القريةِ شابٌّ يُدعى "سالم"، شجاعٌ ومُقدامٌ، لا يخافُ من شيءٍ، ولا يُصدّقُ خرافاتِ الجنّ.
ذاتَ يومٍ، قرّرَ سالمٌ أنْ يُثبتَ لِأصدقائهِ أنّ وادي الجنّ ليسَ مسكونًا، فذهبَ وحدهٌ إلى القريةِ في منتصفِ الليلِ.
كانَ القمرُ يُضيءُ الأرضَ بِضوءٍ خافتٍ، والنسيمُ يهبُّ باردًا، والسكوتُ يُخيّمُ على المكانِ.
سارَ سالمٌ في شوارعِ القريةِ، ولم يرَ أيّ شيءٍ غريبٍ، ولم يسمعْ أيّ صوتٍ مُخيفٍ.
بدأَ الشكّ يتسلّلُ إلى قلبِهِ، واعتقدَ أنّهُ قد أخطأَ في تصديقهِ للخرافاتِ.
فجأةً، سمعَ سالمٌ صوتَ صرخةٍ مُروّعةٍ قادمةً من أحدِ البيوتِ.
تجمّدَ الدمُ في عروقهِ، وازدادَ خوفُهُ. اقتربَ منَ البيتِ بحذرٍ، ونظرَ من خلالِ نافذةٍ مكسورةٍ.
رأى سالمٌ مشهدًا مُروّعًا، لم يتخيلهُ أبدًا في أسوأِ كوابيسِهِ. كانَ هناكَ رجلٌ مسنٌّ ممدّدٌ على الأرضِ، وقد تمزّقَ جسدهُ إربًا، والدماءُ تغطّي المكانَ.
بجانبهِ، وقفَ مخلوقٌ ضخمٌ ذا عيونٍ حمراءَ وابتسامةٍ شريرةٍ، يُمسكُ بسكينٍ مُلطّخةٍ بالدماءِ.
أدركَ سالمٌ حينها أنّ وادي الجنّ مسكونٌ بالفعلِ، وأنّهُ قد ارتكبَ خطأً فادحًا بقدومهِ إلى هنا.
حاولَ سالمٌ الهربَ، لكنّ المخلوقَ الضخمَ شاهدهُ، وبدأَ يطاردهُ.
ركضَ سالمٌ بأسرعِ ما لديهِ من قوّةٍ، لكنّ المخلوقَ كانَ أسرعَ منهُ. اقتربَ المخلوقُ من سالمِ، ورفعَ سكينَهُ لكي يُسددَ لهُ طعنةً قاتلةً.
في تلكَ اللحظةِ، تذكرَ سالمٌ آيةً من القرآنِ الكريمِ، فقرأها بصوتٍ عالٍ.
فجأةً، اهتزّتْ الأرضُ، وظهرَ ضوءٌ ساطعٌ، واختفى المخلوقُ الضخمُ في الهواءِ.
سقطَ سالمٌ على الأرضِ مُنهكًا، لكنّهُ كانَ على قيدِ الحياةِ.
بعدَ ذلكَ الحادثِ، غادرَ سالمٌ وادي الجنّ إلى الأبدِ، ولم يعدْ يُفكّرُ في الجنّ أو في الخرافاتِ.
لكنّهُ لم ينسَ أبدًا ذلكَ الموقفَ المُرعبَ، وظلّتْ صورتهُ تُطارِدُهُ في أحلامِهِ.
مع مرورِ الوقتِ، نسيَ أهالي القريةِ حادثةَ سالمِ، وعادوا إلى حياتهم الطبيعيةِ. لكنّ وادي الجنّ ظَلّ مكانًا غامضًا ومخيفًا، لا يجرؤُ أحدٌ على الاقترابِ منهُ في الليلِ.



ذاتَ ليلةٍ، وصلَ إلى القريةِ شابٌّ غريبٌ يُدعى "ماجد". كانَ ماجدُ شابًا وسيمًا ذا شعرٍ أسودَ كثيفٍ وعيونٍ عسليّةٍ جذابةٍ. كانَ يرتدي ملابسَ غريبةً لم يعتدْ عليها أهالي القريةِ، ويحملُ حقيبةً قديمةً مليئةً بالكتبِ الغامضةِ.
لم يكنْ ماجدُ يعلمُ شيئًا عنْ خرافاتِ الجنّ، فلم يشعرْ بأيّ خوفٍ عندما دخلَ القريةَ. سارَ في شوارعِها الضيقةِ، مُستمتعًا بالهدوءِ والسكونِ.
فجأةً، لفت انتباهَهُ ضوءٌ خافتٌ قادمٌ من أحدِ البيوتِ. اقتربَ منَ البيتِ بحذرٍ، ونظرَ من خلالِ نافذةٍ مكسورةٍ.
رأى ماجدُ مشهدًا غريبًا، لم يتخيلهُ أبدًا في أسوأِ كوابيسِهِ. كانَ هناكَ مجموعةٌ منَ الأشخاصِ يرقصونَ ويغنّونَ بطريقةٍ غريبةٍ، ووجوهُهم مُغطّاةٌ بأقنعةٍ مخيفةٍ.
خافتَ ماجدٌ من ذلكَ المشهدِ، وحاولَ الهربَ، لكنّ البابَ كانَ مُغلقًا منَ الداخلِ. حاولَ ماجدُ كسرَ البابِ، لكنّهُ لم يتمكنْ من ذلكَ.
فجأةً، انفتحَ البابُ، ودخلَ أحدُ الأشخاصِ المُقنّعينَ. اقتربَ الشخصُ منْ ماجدِ، ومدّ إليهِ يدَهُ.
شعرَ ماجدُ بشعورٍ غريبٍ يجذبهُ نحوَ ذلكَ الشخصِ. لم يتمكنْ منْ مقاومةِ ذلكَ الشعورِ، فمدّ إليهِ يدَهُ.
في لحظةٍ، اختفى ماجدُ في الهواءِ، ولم يعدْ يُشاهدهُ أحدٌ أبدًا.
في الصباحِ التالي، استيقظَ أهالي القريةِ على خبرِ اختفاءِ ماجدِ. بحثوا عنهُ في كلّ مكانٍ، لكنّهم لم يتمكنوا منْ العثورِ عليهِ.
أدركَ أهالي القريةِ حينها أنّ ماجدَ قد وقعَ ضحيةً لِلعنَةِ التي تُلاحقُ وادي الجنّ منذُ القدمِ.
لكنّ ما لم يعرفهُ أحدٌ هو أنّ ماجدَ لم يمتْ، بل اختطفهُ الجنيّ المُقنّعُ إلى عالمهِ السحريّ.
في عالمِ الجنّ، تعرّفَ ماجدُ على أسرارِ السحرِ، وتعلّمَ فنونَهُ منَ الجنيّ المُقنّعِ. سرعانَ ما أصبحَ ماجدُ ساحرًا ماهرًا، وتعلّمَ كيفيةَ التحكمِ في قوى الجنّ.
أصبحَ الجنيّ المُقنّعُ صديقًا لِماجدَ، ومساعدَهُ في رحلاتهِ جابَ ماجدُ العالمَ معَ صديقهِ الجنيّ، 
لكنّ ماجدَ لم ينسَ أبدًا وادي الجنّ، ولم ينسَ أهالي القريةِ الذينَ ظنّوا أنّهُ قد ماتَ. قرّرَ ماجدُ العودةَ إلى القريةِ، وكشفِ الحقيقةِ لأهاليها.
عادَ ماجدُ إلى وادي الجنّ، بعدَ غيابٍ طويلٍ، ساحرًا قويًا يمتلكُ قوىً خارقةً. واجهَ ماجدُ أهالي القريةِ الذينَ خافوا منهُ بعدما اظهر لهم طلاسمه وقدرته المتمكنة في السحر 



أخبرَ ماجدُ أهالي القريةِ بقصةِ اختطافهِ، وكيفَ أصبحَ ساحرًا. كما أخبرهمْ عنْ صديقهِ الجنيّ المُقنّعِ الذي ساعدَهُ في رحلاتهِ السحريةِ.
سرعانَ ما تحوّلَ خوفُ أهالي القريةِ ورهبةٍ منْ قدراتِ ماجدَ السحريةِ. اعتبروا ماجدَ ساحرا يهدد راحتهم ، وطلبوا منهُ عقد صلح لعدم التعرض على بعض
لكنّ هناكَ منْ لم يقتنع  بالعقد ، ولم يرتح . كانَ ذلكَ الشخصُ هو شيخُ القريةِ، رجلٌ متعصبٌ يرفضُ أيّ شيءٍ لا يتوافقُ معْ إيمانهِ.
واجهَ شيخُ القريةِ ماجدَ، واتّهمهُ بالكفرِ والشعوذةِ. طلبَ الشيخُ منْ أهالي القريةِ نفي او قتلَ ماجدَ، واعتبروا ذلكَ نقضا للعقد
رفضَ ماجدُ طلبَ الشيخِ، وحاولَ إقناعهُ بأنّهُ لا يُمارسُ السحرَ، وأنّهُ يستخدمُ قواهُ فقطْ لمساعدةِ الناسِ. لكنّ الشيخَ لم يُصدّقْهُ، وظلّ مصممًا على قتلهِ.
في تلكَ الليلةِ، هاجمَ أهالي القريةِ منزلَ ماجدَ، وحاولوا قتلهُ. لكنّ ماجدَ دافعَ عنْ نفسهِ باستخدامِ قدراتهِ السحريةِ. دارتْ معركةٌ ضاريةٌ بينَ ماجدَ وأهالي القريةِ، انتهتْ بمقتلِ ماجدَ.
ارتاح بعدها الاهالي من الخطر الذي كان يهددهم ، وأدركوا بعدها  أنّهمْ ارتكبوا خطأً فادحًا بقتلهِ. لكنّ الشيخَ ظلّ مُصرًا على أنّ ماجدَ كانَ ساحرًا كافرًا.
لم يدركْ أهالي القريةِ أنّهمْ قد فتحوا بابَ الشرّ على أنفسهمْ بقتلِ ماجدَ. ففي تلكَ الليلةِ، ظهرَ الجنيّ المُقنّعُ، صديقُ ماجدَ، غاضبًا ثائرًا.
أقسمَ الجنيّ المُقنّعُ على الانتقامِ منْ أهالي القريةِ الذينَ قتلوا صديقهُ. فاجأَ الجنيّ القريةَ بهجومٍ رهيبٍ، مستخدمًا قوى السحرِ الشريرةِ. قتَلَ الجنيّ العديدَ منْ أهالي القريةِ، ودمرَ منازلهمْ.
حاولَ أهالي القريةِ الهربَ منْ الجنيّ، لكنّهُ كانَ أسرعَ منهمْ. لم يجدوا أيّ مأوى منْ غضبهِ، حتى تدمّرتْ القريةُ بالكاملِ.
في النهايةِ، اختفى الجنيّ المُقنّعُ، تاركًا وراءهُ قريةً مدمّرةً وأهاليها قتلى أو مشرّدين.
كانتْ تلكَ هي نهايةُ وادي الجنّ، قصةٌ مأساويةٌ عنْ الخوفِ والجهلِ والانتقامِ.

التعليقات

@Doflamingo اتشكرك على النصيحة وان شاء الله رح امشي علييها 💪🏻🔥الله يسعدك

جميله جداً

تقييمي 7/10، انصحك باستعمال مصطلحات رعب اكثر مثل: جحيم، كابوس،....... وايضا ان تكوني ادق في وصف البيئة المرعبة بتفاصيلها وذلك لكي يشعر القارئ بالقصة اكثر هذه نصيحتي، استمري + اتمنى ان تلقي نظرة على روايتي 🌹🌹

شو رايكم بالقصة 😁💗 اعطوني رايكم 🥰👀

الرجاء تسجيل الدخول أو إنشاء حساب جديد لتتمكن من التعليق على القصة

حسابات التواصل الاجتماعي

Logo Tiktok
Logo Twitter
حكاية © 2025.